الجمعة، 3 أبريل 2009

... بـعـدَ قـصـفْ ...


بعدَ قصف

لم ينتبه للموت
حينَ اختارهُ من بينِ ألفٍ آخَرينَ
ونصفِ ألفْ

لم ينتبه حياً
ونُبِّهَ بعدَها
والخوفُ يسكنُ في ضلوعِ الكلِّ
كهفْ

هم ينظرونَ إليهِ
أصناماً لها عينٌ
وقلبٌ راجِفٌ
وثباتُ كفّ

الآنَ
أشرقتِ السماءُ وأشفَقَتْ
تبكي عليهِ بحُرقَةٍ
والفصلُ صَيْف !

الآنَ
تسقُطُ من يديهِ مراسِمٌ
كم لوّنَتْ وجهَ الحياةِ
بدونِ زَيْف

وبجيبِهِ احترقَتْ قصيدةُ طالبٍ
مكسورةُ الأوزانِ
بادِئةٌ بـ " كَيْف؟! "

يا كَيْفَ
كيفَ قست عليهِ حياتُهُ
لمّا أتاهُ الموتُ
يحضُنه بعطف !

كم شيّدَ الأوطانَ
في كُرّاسِهِ
وأعادَ إعمارَ الذي أدماهُ
خَسْف !

ثَقُلَتْ حقيبَتُهُ المليئَةُ بالحصى
فرمى بهِ الشيطانَ
حاجّاً قد وقَف

ما هَمَّهُ
ثِقَلُ الحقيقةِ فوقَهُ
أو سارَ يوماً نحوَ أقدارٍ أخفّ

تركَ القراءةَ والكتابةَ جانِباً
ومضى ليكتُبَهُ الزمانُ
بدونِ حذف

زملاؤهُ في الفصلِ
ينتظرونَهُ
ليعودَ يغلِبَ بالمهارةِ
أيَّ صَفّ

ركِبوا على دراجةِ العمرِ
التي طرحتهُ عنها
عندَ أولِ مُنعَطَف

يتذكرونَ الأمسَ
أهدافاً لهُ
واليومَ أصبحَ دونَ أن يدري
الهدف !

قناصةٌ
وشعاعُ ضوءٍ خافِتٍ في الظُهرِ
يخترِقُ الفؤادَ
كأنّ سَيْف

يامَن بحصَّتِكَ الأخيرةِ
غائِباً
لتدُقَّ أجراسَ النهايةِ
بالصُّدَف

ظهَرتْ نتيجَتُكَ / الدراسةُ
فابتسمْ
فلقد حصُلتَ على امتيازٍ بالشرف

ولسوفَ نُرسِلُها إليكَ
سريعةً
مع أوّلِ الآتينَ عندَكَ
بعدَ قصف !!!