الأربعاء، 27 أغسطس 2008

عَرَقُ الـ عِراق



مفتتح:
· توحيد وحُسَيْن...عراقِيِّا الجِذر..مقيمينَ بلندن....وأبوهم "أبو عمّار"
· التقيتُ بِهِما في مِصرَ لمدةِ يومٍ واحد...وكأننا (عِشرةُ عمر) وليلاً...كانَ الوداعُ....فكانت القصيدة
عَرَقُ الـ عِراق

قـدَمٌ تـسيرُ مع الهوى إذ iiسارا
ويـدٌ تُـهدِّيءُ مـوجَ قلبٍ ثارا
يخشى الوداعَ وكيفَ للماءِ الذي
يَـهَبُ الـحياةَ بـأن يخافَ النارا
بـالأمسِ في مصرَ الحزينةِ ضمّنا
قـدرٌ سـعيدٌ خـالفَ iiالأقدارا
جِـسرٌ مـن الأحلامِ كنا فوقَهُ
نـمشي..نخافُ عـليهِ أن ينهارا
وعلى ضِفافِ الحبِّ كانَ طعامُنا
فغَمَسْتُ في صحنِ الهوى الأشعارا
كـلٌّ رمـى في النيلِ خاتَمَ سِرِّهِ
والـنيلُ لـيسَ بـخائِنٍ أسـرارا
سِـرنا مـع الأشجارِ في iiطُرُقاتِها
فـإذا بـصوتٍ جـاءنا iiوأشارا
قـصرٌ كبيرٌ كانَ يسكُنُ iiشارِعاً
فـتسلّقَتْ أنـظارُنا iiالأسـوارا
وبِـواحةِ الـقصرِ انحنت لي iiنخلةٌ
سـألَتْ عـلى نخلِ العراقِ iiمِرارا
والصمتُ في خجلٍ يُطأطِيءُ iiرأسَهُ
فـتساقَطَتْ رُطَـبٌ تفوحُ iiمَرارا
تـوحيدُ يا أختَ الحُسَيْنِ iiلِتُوصِلا
عـمِّي الـسلامَ وتُوصِلا iiعمّارا
قـد تـفصِلُ البلدانُ بينَ iiعيونِنا
لـكـنَّ بـينَ قـلوبِنا iiأمـتارا
عَـرَقُ العِراقِ يسيلُ فوقَ iiجِباهِنا
ويـشُقُّ فـوقَ خـدودِنا iiأنهارا
خـدٌّ بـهِ دمـعُ الفُراتِ iiوآخَرٌ
مـن دمـعِ دِجـلةَ يملأُ الآبارا
الـيومَ نـكبُرُ قـبلَ أن ياتي iiغدٌ
وغـداً سنمرحُ في العراقِ iiصِغارا
بيدي الحبيسةِ قد كَتَبْتُ إلى iiغدي
شِـعراً تـمنّى أن يـطيرَ iiفطارا
يـرسو عـلى كفِّ الأحبّةِ وردةً
ويـكونُ في كفِّ العِدى iiصبّارا
يـبكي كـما نبكي ويأكُلُ iiمِثلنا
ويـنامُ لـيلاً كـي يـقومَ iiنهارا
لـيسيرَ في الأسواقِ طيلةَ iiعُمرِهِ
يـبقى يُـنادي يَـمنَةً iiويـسارا
مَـن يشتري منّي الدموعَ iiببسمةٍ
كـي أشـتري بالنايِ لي iiمِزمارا

الثلاثاء، 5 أغسطس 2008

العاصفة




العاصفة


في ذاتِ يومٍ أغرَقَتهُ الأمنياتُ الجارِفه


بعدَ انتِقابِ البدرِ أقمشةَ الظلامِ

تجمَّعت أكوامُ ذرّاتِ الرمادِ الخائِفه


ولأننا..

في ذلكَ الفصلِ المَهينِ من الزمانِ

تساقَطَت –قهراً- دموعٌ..

ثمَّ هبَّتْ عاصِفه


فيموتُ بالأدواءِ طفلٌ عاجِزٌ..

ويبيتُ يلتحِفُ العُرِيَّ رفيقُهُ

والآخرونَ جميعُهم..

أمسَواْ على طرُقِ الأسى

يتوسّدونَ الأرصِفه


حتى إذا جاءَ الصباحُ

ودقَّ نورُ الشمسِ بابَ عيونِهِم..

فاستيقظوا..كي يغسلوا أحلامَهُم

بلهيبِ حرٍّ..أو صقيعٍ..

أو بلطمةِ ظالمٍ

تلِدُ ارتعاشاً في الشفاهِ

ودمعةً حمراءَ تسري نازِفه


هم أصبحوا..

يتقاسمونَ رغيفَ خبزٍ يابسٍ

كلٌّ تمنّى..-جائِعاً- لو أنّه قد نصَّفه


وهناكَ تأكلُ ذي القمامةُ

كلَّ يومٍ من مئاتِ الأرغِفه!


سَمِعوا بأنَّ اليومَ عيدٌ

فانزَوَت أفكارُهم في الركنِ تسألُ

"أيُّ عيدٍ حلَّ حتى نعرِفَه؟!"


ورأواْ من الأطفالِ سِرباً طائِراً

يلهو ويلعبُ في رحابِ ذويهِ

مكسيّاً بوردٍ ناعِمٍ..

أما عن الرائينَ تلكَ ثيابهم

ملّت من الأجسادِ فيها

هل تُرى؟..

قد أذنبوا إذ لم يرواْ لهموا أباً!

يا صاحبَ الأنظارِ عينُكَ زائِفه


ظلّوا كذلكَ تائهينَ..ترقَّبوا

نومَ النهارِ على كفوفِ الليلِ

ثمّ تسابقوا..

نحوَ الحديقةِ باحثينَ عن احتمالاتِ

الحقيقةِ في طفولتِهمْ..

وتسلّقوا السورَ الطويلَ

تزلّقوا في لُعبَةٍ..

وبلُعبَةٍ أُخرى تأرجحَ همُّهم..

قد كانَ ذاكَ عشاءَهم..

وعزاءَهم..

في ليلةٍ ضِمْنَ الليالي المؤسِفه


وغداً كأمسٍ في مغامرةٍ جديده

يا أيها المرءُ الجَهُولُ لتَفتِنِي

كيفَ استطاعَ السّاعِدانِ

الغَوْصَ في بحرِ الحياةِ

لتقتُلَ السّمَكَ البريءَ بأن (قصَصْتَ زعانِفَه)؟!